الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ }

{ قَالُواْ } فى الجواب مثل اهل كلّ زمانٍ { وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } فانّ النّاس لغلبة المدارك الحسّيّة عليهم لا يتجاوزون عن المحسوس ولا يتأمّلون فى المحسوس وفى صحّته وبطلانه خصوصاً فيما رأوه من اوّل التّمييز من الآباء والامّهات والكبار من القوم ويتلقّونه بالقبول ويتمسّكون به من غير حجّةٍ ولذلك اكتفوا فى الجواب بذكر تقليد الآباء من غير ابراز حجّةٍ فانّ السّؤال وان كان بلفظ ما الدّالّ على طلب الحقيقة لكنّ المقصود كان انكار عبادتها وينبغى ان يجيبوا بما يصحّح العبادة لها.

اعلم، انّه كما نقل كان بين اوصياء آدم وشيث وبين نوح رجال صالحون كان النّاس يأنسون بهم فلمّا ارتحلوا دخل النّاس حزن شديدٌ فصنع بعض الصّلحاء لأنس النّاس ورفع حزنهم تماثيل اولئك الصّلحاء وكانوا يزورونها ويأنسون بها، فلمّا تمادى الزّمان وارتحل الآباء وبقى التّماثيل للاولاد واولاد الاولاد جاء الشّيطان اليهم وقال: كان آباؤكم يعبدون هذه التّماثيل واغترّوا بها وبعبادتها، وقيل: كان تلك التّماثيل تماثيل الكواكب كانوا يزورونها ويتوسّلون بها فى حوائجهم كما انّ شريعة العجم المنسوبة الى مهاباد كانت على ذلك.