الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ }

{ بَلْ قَالُوۤاْ } عطف على اسرّوا (الى آخرها) فانّه فى معنى قالوا ان هذا الاّ بشر مثلكم، وكلامه الّذى اتى به سحر، واضراب عنه الى قولهم الّذى هو ابعد من القرآن { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } اى القرآن صور الخيالات الّتى رآها المخبّط الّذى لا عقل له كالخيالات الّتى يراها النّائم من غير حقيقةٍ لها { بَلِ ٱفْتَرَاهُ } اختلقه من عند نفسه ونسبه الى الله تعالى وهذا عطف على قالوا اضغاث احلامٍ بتقديرٍ قالوا واضراب فى الحكاية عن القول الابعد الى الابعد منه، او عطف على اضغاث احلام واضراب فى المحكىّ وكان من قولهم فحكى الله ذلك لنا وعلى اىّ تقديرٍ فهو انتقال من الابعد الى الابعد من القرآن فانّ خيالات المخبّط لا تكون مطابقة للواقع ولكن لم تكن قرينة لقصدٍ من القائل بخلاف الاختلاق { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } اى مموّه يظهر ما لا حقيقة له بصورة الحقّ بتمويهه وهذا ابعد فانّ الشّعر يزيد على الاختلاق بكونه قريناً لتصرّفٍ فى اظهاره وهذا ايضاً عطف على قالوا بتقدير قالوا او على المحكىّ { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ } ان كان صادقاً { كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } بالآيات الظّاهرة مثل العصا واليد البيضاء والنّاقة واحياء الموتى وابراء الاكمه والابرص.