الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ }

{ أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } التّقدير الم ينظر الّذين كفروا ولم يروا { أَنَّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } يعنى انّ السّماوات والارض الطّبيعيّتين كانتا منضمّتين مجتمعتين فى وجودٍ واحدٍ جمعىّ فى مقام المشيّة، ثمّ فى مقام العقول، ثمّ فى مقام النّفوس ففتقناهما فى مقام الطّبع وفصّلناهما، او سماوات الارواح واراضى الاشباح كانتا رتقاً فى مقام المشيّة والعقول والنّفوس ففصّلناهما، او السّماوات والارض الواقعتين فى العالم الصّغير كانتا رتقاً فى النّطفة والجنين ففتقناهما، او السّماوات والاراضى كانتا رتقاً غير ممطرةٍ وغير منبتةً ففتقناهما بالمطر والنّبات، وعلى بعض التّفاسير استعمال الرّؤية امّا بجعلها بمعنى العلم، او بادّعاء انّ الرّتق والفتق من الحسّيّات او كالحسّيّات، وعدم الرّؤية من عدم الالتفات { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } عطف على فتقنا والتّقدير جعلنا من مائها كلّ شيءٍ حىٍّ بالحيٰوة الحيوانيّة او بالحيٰوة النّباتيّة والحيوانيّة وخلق الحيوان من الماء الّذى هو النّطفة الّتى هى مادّة له وخلق النّبات من الماء الّذى هو سبب لخلقه وانباته، او التّقدير جعلنا بعد الفتق من الماء كلّ شيءٍ حىٍّ { أَ } يعرضون عن تلك الآيات الّتى هى آيات علمه وحكمته وقدرته وتصرّفه تعالى فى الجليل والحقير { فَلاَ يُؤْمِنُونَ } ولا يذعنون به.