الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } المراد بما بين ايديهم كما اسلفنا مكرّراً امّا الدّنيا او الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } يعلم بالمقايسة وهو جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: هل يعلم الله جهة دنياهم وجهة آخرتهم حتّى يجوز له الامر فيما يحتاجون اليه فى دنياهم وآخرتهم؟- فقال: يعلم ذلك منهم { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } الله طينته فانّ الشّفاعة غير مقصورة على من آمن او المعنى الاّ لمن ارتضى الله ان يشفع له (ص) فيكون فى معنىمَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [البقرة: 56]، { وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ } لا من غير خشيته { مُشْفِقُونَ } الخشية كما سبق خوف من ترحّم فانّها حالة ممتزجة من لذّة الوصال والاستشعار بالفراق، او الفوات والاشفاق كذلك الاّ انّه قد يلاحظ الهيبة فى الخشية والاعتناء فى الاشفاق والمعنى انّهم لا جهة خوف فيهم سوى جهة الخشية من الله فعلى هذا يكون من للتّعليل، والتّقديم للحصر، او المعنى انّهم لاجل الخشية من الله مشفقون فى اهلهم، او على خلق الله، او المعنى انّهم على خشيته مشفقون يعنى انّهم بواسطة ادراك لّذة الوصال فى الجملة فى الخشية يحبّون الخشية ويخافون فوتها فيكون لفظ من صلةً للاشفاق فانّه قد يتعدّى بعلى اذا لوحظ فيه جهة التّرحّم، وقد يتعدّى بمن اذا لوحظ فيه معنى الخوف.