الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }

{ بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ } يظنّ انّ الانسب بتوافق المتعاطفين ان يقول بل قذفنا بالحقّ على الباطل لكن نقول انّ المراد بالحقّ هو الحقّ المخلوق به الّذى هو المشيّة المسمّاة بالولاية المطلقة، والسّماء اعمّ من سماء عالم الطّبع، وسماء عالم الارواح، ونفس عالم الارواح فى العالم الكبير والصّغير، وهكذا الارض وما بينهما اعمّ ممّا فى الكبير والصّغير، وكما انّ المشيّة الّتى هى اضافة الله الاشراقيّة حقّ لا شوب باطل فيها كذلك جميع التّعيّنات والمهيّات باطلة لا شوب حقّ فيها وانّ الله تعالى بمضمون قوله تعالى:بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } [المائدة:64] ينفق كيف يشاء على سبيل الاستمرار يطرد باضافته الاشراقيّة بطلان التّعيّنات والمهيّات وبطلان القوى والنّقائص والاستعدادات وبفنيه وكما انّه تعالى يطرد بخلقه سماوات الارواح واراضى الاشباح بطلان المهيّات بقذف الحقّ عليها ابتداءً كذلك يطرد ذلك عنها استمراراً فانّها من انفسها فى فناءٍ لا بقاء لوجودها آنين، ومن موجدها فى بقاءٍ بسبب تجدّد اضافات الوجود عليها، وكما يطرد بخلقتها البطلان ابتداءً واستمراراً عن المهيّات يطرد بخلقتها البطلان والنّقائص عن القوى والاستعدادات الّتى تكون فى عالم الاكوان، وللاشارة الى انّه تعالى يطرد البطلان عن المهيّات والاستعدادات استمراراً اتى بالمتعاطفين متخالفين، ولفظ القذف اشعار بانّه تعالى لقوّة قدرته لا مانع يمانعه عن ايصال الحقّ { فَيَدْمَغُهُ } دمغه كمنع ونصر شجّه حتّى بلغت الشّجّة الدّماغ فهلك { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } مضمحلّ { وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الله به او من وصفكم الله باللّعب فى فعاله من دون ترتّب غاياتٍ محكمة عليها، وبالصّاحبة والولد.