الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } * { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ }

{ قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي } او كان المواعدة ان يوافق هو وقومه وسبقهم موسى (ع) وخلّف عليهم هارون (ع) فتخلّف القوم من اوّل الامر عن اللّحوق به، او المعنى ما اعجلك الى الميقات مفارقاً عن قومك ومتجاوزاً عنهم فانّ بقاءك بينهم وتوجّهك اليهم يحفظهم من شرّ الشّيطان ويبقيهم على الدّين، ورفعك يدك عنهم يخلّ بهم ويفسدهم، وعلى هذا كان معنى قوله تعالى: قال هم اولاء على اثرى هم باقون على سنّتى وكأنّه (ع) خرج من غير تعيين الله وقتاً للميعاد ولم ينتظر (ع) تعيين الله فلامه تعالى وانكر عليه تعجيله ورفع يده عن قومه فى غير وقته فأجاب (ع) عن رفع يده عنهم بانّهم باقون على سنّته او جاؤون على عقبه يعنى ما عليهم من بأسٍ من رفع يده عنهم خصوصاً مع استخلاف هارون عليهم، وقدّم الجواب عن خروجه من بين القوم لانّ النّبىّ شأنه الاهتمام بأمر القوم ومراقبة احوالهم، ورفع اليد عنهم والخروج من بينهم خلاف شأن نبوّته، واللّوم عليه فيه اشدّ من كلّ شيءٍ واجاب عن عجلته بانّ العجلة كانت للشّوق الى رضا ربّه لا من غمّ الوقوف فى قومه ومن هوى نفسه بطلب كونها مرضيّةً عند ربّه والاوّل مرضىّ للربّ مقبول، والثّانيان مبغوضان غير مقبولين فقال { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ قَالَ } الله تعالى { فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ } اى من بعد خر وجك من بينهم يعنى صار عجلتك سبباً لفتنة قومك باستحقاقهم لذلك باختيارهم وحكاية السّامرىّ وعجله { وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } يعنى اضللناهم بسبب السّامرىّ لكنّه اسنده الى السّامرىّ للاشعار بصحّة نسبة الاضلال الى السّبب مثل صحّة نسبته الى الفاعل ولانّه افاد بنسبة الفتنة الى نفسه نسبة الاضلال الى نفسه.