الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ }

{ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } قد مضى مكرّراً انّ المراد بجريان الانهار تحت الجنّات جريانها تحت عماراتها او تحت اشجارها او تحت قطعها، وانّ التّحقيق انّ الوجود وصفاتها بمنزلة الانهار الجارية من الغيب الى عوالم الامكان وانّ كلّ مرتبةٍ عالية من العالم باعتبارٍ جنّة وباعتبارٍ محلّ للجنّة، وانّ افاضات الحقّ الّتى هى بمنزلة الانهار تصل اوّلاً الى العالم الاعلى وتفيض من تحت ذلك العالم الى العالم الادنى { خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ } من الكفر والمعاصى وممّا يشوب انسانيّته من شوائب البهيميّة والسّبعيّة والشّيطانيّة، ولاقبال نفوسهم على الآخرة ونعيمها وقوّة جانب الرّجاء بسطوا فى جانب الوعد، ويجوز ان يكون الآيات مستأنفة من الله تعالى.