الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ }

{ أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ } ان تفسيريّة وتفسير لما يوحى او مصدريّة وبدل من ما يوحى يعنى اوحينا اليها ان تصنع تابوتاً لا ينفذ الماء فيه وان تلقيك فيه { فَٱقْذِفِيهِ } اى التّابوت او موسى (ع) { فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ } تكرار عدوٍّ لمطلوبية تكرار الذّمائم عند الذّمّ ولانّ جهة عداوة كلّ غير جهة عداوة الآخر { وَأَلْقَيْتُ } عطف على اوحينا والتّفاوت فى المسند اليه امّا لانّ الوحى لا يكون الاّ بواسطة او وسائط، والقاء المحبّة ليس الاّ بلا واسطة، او للاشارة الى تشريفٍ له بانّه تعالى بنفسه القى المحبّة اليه دون الوحى الى امّه او لمحض التّفنّن وتجديد النّشاط { عَلَيْكَ مَحَبَّةً } عظيمةً او حقيرةً { مِّنِّي } صفة لمحبّة بمعنى القيت عليك محبّتى فصرت محبوباً لى، ومن صار محبوباً لى يصير محبوباً للكلّ لانّ محبّة كلّ الموجودات رقيقة من محبّتى فاذا تعلّق محبّتى بشيءٍ تعلّق بذلك الشّيء محبّة جميع الموجودات لميل كلّ المحبّات الى اصلها الّذى هو محبّتى، او بمعنى القيت عليك محبّة النّاس من قبلى لا من جانب الاسباب مثل الجمال والكمال، او بمعنى القيت عليك محبّتك لى فصرت محبّاً لى فصرت محبّاً لك لانّ كلّ محبوبٍ يحبّ محبّه، او بمعنى ألقيت عليك محبّتك للنّاس فصرت محبّاً للنّاس فصار النّاس محبّاً لك ومنّى ظرف لغو متعلّق بالقيت بهذين المعنيين وكان موسى (ع) بحيث كلّما راه رآءٍ احبّه؛ ولذلك اجاب فرعون زوجته آسية فى قوله:قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ } [القصص: 9] { وَلِتُصْنَعَ } عطف على محذوفٍ اى لتصير محبوباً ولتصنع او متعلّق بمحذوفٍ معطوف على القيت اى فعلت ذلك لتصنع { عَلَىٰ عَيْنِيۤ } يقال فلان على عينى اى يكرم عندى، او المراد على ديدبانى يعنى مكرّماً على ديدبانى الموكّل بك ولتشريف موسى (ع) بالنّسبة الى سفينة نوح (ع) قال ههنا على عينى وهناكٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } [المؤمنون: 27].