الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ }

{ أَ } لم ينههم { فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } والتّقدير الم ينبّههم فا لم يهد لهم على الخلاف فى الهمزة والعاطف انّها بتقدير المعطوف عليه قبل الهمزة والهمزة على تقدير التّأخير من العاطف او بتقدير المعطوف عليه بعد الهمزة والهمزة فى محلّه وفاعل لم يهد ضمير الله او الرّسول (ص) وحينئذٍ يكون جملة { كَمْ أَهْلَكْنَا } فى محلّ المفعول معلّقاً عنها الفعل على جواز التّعليق فى غير الفعل القلبىّ او على جعل لم يهد بمعنى لم يعلم، او فاعل لم يهد ضمير مجمل يفسّره مضمون جملة كم اهلكنا، او الفاعل نفس الجملة بمضمونها، وقرئ نهد بالنّون اى افلم نهد نحن كم اهلكنا { قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } يعنى اهلاك الامم الماضية ينبغى ان يكون عبرةً لهم وهادياً لهم الى اليقين باهلاك انفسهم والتّزوّد لما بعد هلاكهم { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } حال او مستأنف جواب للسّؤال عن حالهم او عن علّة الهداية { إِنَّ فِي ذَلِكَ } الاهلاك بانواع الاهلاك { لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } لذوى العقول النّاهية او المنتهى اليها لكلّ موجودٍ فى العالم الصّغير او فى العالم الكبير وقد فسّر اولوا النّهى بالائمّة (ع) اينما وقع.