الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ }

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } قد فسّر الهدى فى اخبارٍ عديدةٍ بولاية أمير المؤمنين (ع) وبعلىٍّ (ع) نفسه وهكذا فسّر الذّكر والمراد بالمعيشة الضّنك امّا الضّيق فى ما يحتاج اليه فى الدّنيا من المأكول والملبوس وغيرهما وبهذا لاعتبار فسّرت بالضّيق فى الرّجعة فى اخبارٍ كثيرةٍ وانّهم يأكلون العذرة وفسّر فى بعض الاخبار بعذاب القبر وضنكه؛ والتّحقيق انّ الرّاحة وضعها الله تعالى فى الآخرة الّتى قلب الانسان انموذج منها، وسعة العيش والرّاحة للانسان ليست الاّ من طريق القلب الّذى هو طريق الولاية وطريق الآخرة وضيق العيش وعناؤه ليس الاّ من الدّنيا الّتى هى انموذج الجحيم وطريقها ومن أعرض عن الذّكر الّذى هو الولاية الّتى هى طريق القلب وطريق الآخرة توجّه الى الدّنيا الّتى هى طريق الجحيم وفيها العناء والضّيق، ومن توجّه الى الدّنيا سدّ باب الرّاحة على نفسه وفتح باب الضّيق والتّعب عليها، وكان فى ضيق استعشر به ام لم يستشعر، ومن تولّى عليّاً (ع) وفتح طريق القلب فتح طريق الرّاحة على نفسه فان دخل فى باب القلب والآخرة دخل فى السّعة والرّاحة، وان لم يدخل كان فى عناءٍ لبقائه بعدُ فى الدّنيا لكنّه كان فى طريق الوصول الى الرّاحة وضيق العيش فى الدّنيا وضيق الصّدر وضيق القبر وضيق العيش فى الرّجعة كلّه لازم لسدّ طريق القلب { وَنَحْشُرُهُ } قرئ بالرّفع وقرئ فى الشّواذّ بالجزم { يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } عن الولاية والامام والآيات ونعيم الآخرة.