الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً }

{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ } الجملة مستأنفة جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ او حال { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } اى الاّ شفاعة من اذن ولا تنفع الشّفاعة احداً الاّ من اذن فى شفاعته او من احدٍ الاّ ممّن اذن او لاحدٍ الاّ لمن اذن له الرّحمن، وقد مضى فى سورة البقرة وغيرها احتياج الشّفاعة الى الاذن من الله او من خلفائه المأذونين منه بلا واسطةٍ او بالواسطة؛ وانّ الامر بالمعروف والنّهى عن المنكر والفتيا للنّاس والقضاوات والمحاكمات وامامة الجماعة والجمعة وغير ذلك ممّا يرجع الى العلماء كلّها شفاعات ولا تصحّ الاّ ممّن اذن له الرّحمن، والمتصدّى لها من غير اجازةٍ واذنٍ من الله ابغض الخلق الى الله، اعاذنا الله من شرور نفوسنا { وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } الجارّ والمجرور امّا لغو وصلة رضى اى رضى لاجله قولاً من الشّافع او فى حقّه قولاً من الشّافع، او لاجله قولاً منه فى الشّفاعة، او مستقرّ حال من قولاً اى رضى قوله سواء كان شافعاً او مشفّعاً له، وتنكير قولاً لتغليب جانب الرّجاء يعنى اذا كان الانسان بحيث يرضى الله منه قولاً حقيراً ينفع الشّفاعة فى حقّه او ينفع شفاعته فى حقّ الغير.