الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ }

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } اى ميثاق اسلافكم يا بنى اسرائيل على أيدى أنبيائهم وخلفاء أنبيائهم، او ميثاق أنفسكم على أيدى المتشبّهين بخلفاء الانبياء فانّ رسم البيعة لم يكن متروكاً بالكلّيّة فيهم، فعلى هذا فهو تعريض بأمّة محمّد (ص) كما فى الاخبار من تفسيره بهم، او الخطاب لهم ابتداء، والمعنى واذكروا يا أمّة محمّدٍ (ص) وقت البيعة مع محمّد (ص) واخذه ميثاقكم { لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ } قد مضى بيان محلّ الجملة الواقعة بعد أخذ الميثاق { وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ } بجعل قتل الغير واخراجه قتلاً واخراجاً لنفس الرّجل لاتّحاده معه فى المعاشرة او القرابة او الدّين او الموطن او لادّائه الى القصاص المفنى لنفس الرّجل والمكافاة المورثة لاخراج الغير له، او المعنى لا ترتكبوا فعلاً يؤدّى الى قتل انفسكم واخراجها من ديارها، او المعنى لا ترتكبوا فعلاً يؤدّى الى قطع الحياة الابديّة والاخراج من الدّيار الحقيقيّة الّتى هى الجنّة { مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ } بالميثاق { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } على أنفسكم بذلك الميثاق وهذا الاقرار.