الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }

{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً } خطاب الجمع للحاضرين مع انّ القتل كان من واحد او اثنين من الماضين لوجود القتل فيهم ولتعيير الكلّ بوقوع مثل ذلك الامر الشّنيع فيهم ولانّ القاتل كان منهم ولانّ الحاضرين كانوا مشابهين للماضين، وكان حقّ هذا ان يذكر مقدّماً على قوله واذ قال موسى لقومه الى آخر الآية لكنّه فَكَّ وقدّم ذلك وأخّر هذا لانّ المقام لبيان مساوئهم وبيان المساوى فى ذلك كان أتمّ ونوعها أكثر فانّ فيه ذكراً لانكارهم لموسى (ع) واستهزائهم بالامر بقياسهم الفاسد حيث قالوا: كيف يكون ملاقات عضو ميّتٍ لميّتٍ سبب الحياة؟ والاستقصاء فى السّؤال والتّوانى فى الامتثال والتّدانى من ترك الامتثال { فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } تخاصمتم فانّ المخاصمة تستلزم المدافعة او تدافعتم على حقيقته لانّ كّلا دفع قتلها عن نفسه الى صاحبه { وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } من خبر القاتل وارادة تعجيز موسى والاستهزاء به وهى جملة حاليّة او معطوفة على ادارأتم او معترضة واعمال مخرج لكونه حكاية حال ماضيةٍ متصوّرةٍ بصورة الاستقبال بالنّسبة الى جملة { فادّارأتم فيها }.