الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } اى على أيدى أنبيائكم او خلفائهم، والمراد بالميثاق هو العهد المأخوذ فى البيعة العامّة او الخاصّة، والاضافة للعهد اى الميثاق المأخوذ بنبوّة محمّد (ص) وولاية علىٍّ (ع) او الميثاق المأخوذ بالتّوحيد والنّبوّة والاقرار بما جاء به نبيّهم ومنه نبوّة محمّدٍ (ص) وولاية علىٍّ (ع) وان يؤدّوه الى اخلافهم ولذا ورد تفسير الميثاق بهما امّا لكونهما مذكورين فى البيعة او لكون الاقرار بنبوّة كلّ نبىٍّ وولاية كلّ ولىٍّ اقراراً بنبوّة محمّد (ص) وولايته علىّ (ع) لكون نبوّة الانبياء وولاية الاولياء رقائق لنبوّة محمّدٍ (ص) وولاية علىٍّ (ع) والرّقيقة جزئيّة من الحقيقة كما انّها كلّ بالنّسبة اليها والاقرار بالجزئىّ اقرار بالكلىّ كما انّ الاقرار بالكلّ اقرار بالجزء { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } اى الجبل امر الله جبرئيل ان يقلع من جبل فلسطين قطعة على قدر معسكر بنى اسرائيل فقلعها ورفعها فوق رؤسهم قائلين على لسان نبيّنا { خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم } من الاحكام مطلقة او من الاحكام الّتى آتيناكم فى الميثاق بحسب القالب او القلب او من التّوراة او من نبوّة محمّدٍ (ص) وولاية علىٍّ (ع) { بِقُوَّةٍ } من قلوبكم وابدانكم. قيل: قال لهم موسى: امّا ان تأخذوا بما أمرتم وامّا ان ألقى عليكم هذا الجبل فألجئوا الى قبوله كارهين الاّ من عصمه الله ثمّ لمّا قبلوا سجدوا وعفروا وكثير منهم عفر خديّه لا لارادة الخضوع لله ولكن نظراً الى الجبل هل يقع ام لا { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } اى فى الميثاق من الشّروط او من الاحكام القالبيّة او القلبيّة او من ثواب الموافق وعقاب المخالف، او اذكروا ما فى رفع الطّور ووقوعه، او اذكروا ما فيما آتيناكم من الثّواب والعقاب او الاحكام، ونسب الى الصّادق (ع) انّه قال: واذكروا ما فى تركه من العقوبة { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } اى اذكروا ما أمرناكم لعلّكم تتّقون المخالفة.