الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

{ إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ } جواب لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ابداء الانفاق خير او اسراره؟ - فقال: ان تبدوها { فَنِعِمَّا هِيَ } اى فنعم شيئاً او نعم الشّيء الصّدقات المبدءات وجعل المخصوص هاهنا الصّدقات للاشعار بأنّ مدح الابداء انّما هو لمدح الصّدقات بخلاف اخفائها فانّه ممدوح فى نفسه وممدوح لمدح الصّدقات ايضاً { وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ } اى الاخفاء { خَيْرٌ لَّكُمْ } كما انّ نفس الصّدقة خير لكم، وجعل المخصوص بالمدح فى الفقرة الاولى ابداء الصّدقات كما قدّروا يذهب باللّطف المندرج فى العبارة. فى الخبر: انّ كلّما فرض الله عليك فاعلانه أفضل من اسراره، وما كان تطوّعاً فاسراره أفضل من اعلانه، ولو انّ رجلاً حمل زكاة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسناً جميلاً، وفى خبر، انّهم يعنى اصحاب الرّسول (ص) كانوا يستحبّون اظهار الفرائض وكتمان النّوافل، والوجه فى ذلك انّ الفرائض بعيدة عن المراءاة فيها والعجب والانانيّة بخلاف النّوافل، لكن نقول: هذا كسائر الاحكام يختلف باختلاف الاشخاص والاحوال فربّ صدقةٍ نفل يكون اعلانها افضل بمراتب من اعلان الزّكاة الفرض، وربّ زكاة فرض يكون اسرارها افضل من اسرار النفل { وَيُكَفِّرُ } اى الله والاخفاء قرئ بالرّفع عطفاً على مجموع جملة الشّرط والجزاء، او على الجزاء ولم يجزم لكون المعطوف عليه جملة اسميّة غير ظاهر فيها الجزم، او لتقدير مبتدءٍ حتّى يصير المعطوف على الجزاء جملة اسميّة، وقرئ بالنّون وبالتّاء المثنّاة من فوق على ان يكون الفعل للصّدقات مرفوعاً ومجزوماً { عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ترغيب فى الاسرار بعد التّنبيه على انّه افضل بجعله محكوماً عليه بالخير دون الابداء.