الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }

{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } جواب سؤالٍ مقدّر كأنّه قيل: ما يفعل من لا يقدر على ترك المنّ والاذى فى انفاقه؟ - فقال: قول معروف يعنى ما لا ينكره العرف والعقل مع عدم اجابة السّائل وعدم الاحسان اليه { وَمَغْفِرَةٌ } يعنى اغماض المسؤل عن قبائح السّائل وقبائح الحاجة او ستر على السّائل وسؤاله، او ادراك مغفرة الله بازاء القول المعروف { خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى } اكتفى عن المنّ بذكر الاذى فانّه نحو اذى، وأتى باداة التّفضيل بناء على مخاطبات العرف والاّ فلا فضيلة للصّدقة الّتى يتبعها اذى بل لها وبال كما مضى { وَٱللَّهُ غَنِيٌّ } عن صدقاتكم ليس امره بها لاجل حاجة له الى انفاقكم على عياله وانّما افقر بعض عباده لابتلاء بعض آخر لا لعدم قدرته على اغنائه { حَلِيمٌ } لا يعجل بعقوبة من يمنّ ويؤذى فى انفاقه وهو يدلّ على وبال المانّ بالانفاق.