الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم } بعد حصر الافعال فى الله تعالى كأنّه قيل: فما لنا لا نرى الافعال الاّ من العباد؟ ومن اين يعلم انّ الفاعل هو الله؟ فناداهم وقال: ان اردتم ان تعلموا انّ الافعال منحصرة فى الله فأنفقوا ممّا رزقناكم من الاموال والقوى والاعراض وبالجملة كلّما يزيد فى انانيّاتكم وحدودها الّتى تحجبكم عن مشاهدة الموجودات كما هى، ولمّا كان الانفاق من اصعب العبادات جبر كلفته بلذّة النّداء { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } يعنى لا مال فيه يفتدى به من العذاب { وَلاَ خُلَّةٌ } نافعة فانّ يوم الموت وهو المراد هاهنا لا ينفع فيه خليل خليلاً، ويوم القيامة يكون الاخلاّء فيه بعضهم لبعض عدوّ الاّ الخليل فى الله، ولا يكون الاّ بعد انفاق الحدود والحجب { وَلاَ شَفَاعَةٌ } وهذا يدلّ على انّ المراد به يوم الموت والاّ فيوم القيامة تنفع فيه شفاعة الشّافعين { وَٱلْكَافِرُونَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } امّا عطف على لا بيع فيه بتقدير العائد اى من قبل ان يأتى يوم يظهر فيه انّ الظلم منحصر بالكافرين المحجوبين عن مشاهدة نسبة الافعال الى الله، او حال بهذا المعنى.