الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنْ عَزَمُواْ ٱلطَّلاَقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ وَإِنْ عَزَمُواْ ٱلطَّلاَقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لطلاقهم { عَلِيمٌ } بنيّاتهم واراداتهم من انّها افساد او اصلاح.

اعلم انّه تعالى كرّر هاهنا ذكر الجلالة بأوصافٍ مختلفة فى اربعة مواضع؛ والوجه العامّ كما مرّ اقتضاء محبّة المخاطب والتذاذه تكرار ذكر المحبوب واقتضاء محبّة المتكلّم للمخاطب تطويل الكلام بالبسط والتّكرار واختلاف الاوصاف انّما هو باقتضاء خصوصيّة المقام، فانّ النهى عن جعله تعالى عرضة للايمان يقتضى التّهديد بانّه تعالى يسمع كلّما ينطق به الانسان ومن جملتها كثرة الايمان وابتذال اسم الله يجعله مقدّمة لهوى النّفس ويعلم ما فى الجنان من الحقّ والباطل والكذب والصدق ومقام الامتنان بترك المؤاخذة باللّغو فى الايمان، والمؤاخذة على ما كسبت القلوب تقتضى ذكر المغفرة بالنّسبة الى ترك المؤاخذة والحلم بالنّسبة الى المؤاخذة وترك العجلة والفيء بعد النّظر الى مساوء المرأة والغضب عليها والحلف على اضرارها لا الاحسان اليها، وغضّ البصر عن ذنوبها يقتضى ذكر مغفرة الله ورحمته تعالى وعزم الطّلاق ببقاء الغضب عليها والنّظر الى ذنوبها، والتّفوّة بصيغة الطّلاق يقتضى ذكر السّماع والعلم بنيّة المطلّق وغضبه والعلم بمساوئه لعلّه يتنبّه ويغفر طلباً لغفران الله ونسب الى الصّادقين (ع) انّهما قالا: اذا الآ الرّجل ان لا يقرب امرأتة فليس لها قول ولا حقّ فى الاربعة أشهر ولا اثم عليه فى كفّه عنها فى الاربعة أشهر فان مضت الاربعة اشهر قبل ان يمسّها فسكنت ورضيت فهو فى حلٍّ وسعةٍ وان رفعت امرها قيل له امّا ان تفيءَ فتمسّها، وامّا ان تطلّق وعزم الطّلاق ان يخلّى عنها فاذا حاضت وطهرت طلّقها وهو أحقّ برجعتها ما لم تمض ثلاثة قروء فهذا الايلاء أنزل الله تبارك وتعالى فى كتابه وسنّته.