الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ فَمَن بَدَّلَهُ } اى كتب الوصيّة بان لا يعمل به ويترك الايصاء للوالدين والاقربين او من بدّل الوصيّة الثّابتة من المحتضر سواء كان المبدّل الوصىّ او الوارث او الشّهود او الحاكم، وتذكير الضّمير باعتبار الايصاء { بَعْدَ مَا سَمِعَهُ } اى فرض الله وحكمه على الاوّل والايصاء على الثّانى والتّقييد به اشارة الى انّه مثل سائر التّكاليف لا مؤاخذة عليه قبل العلم به { فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ } وضع الظّاهر موضع المضمر اشعاراً بعلّة الحكم وزيادة زجرٍ منه بتكريره والحصر هاهنا حصر قلب ادّعائىّ فرضىّ فانّه تعالى جرى على طريقة المخاطبات العرفيّة واهل العرف اذا ارادوا المبالغة فى المنع عن شيءٍ او التّرغيب فى شيءٍ يقولون: لا تفعله فليس وباله الاّ عليك، او افعله فليس أجره الاّ لك كأنّ المتكلّم يدّعى انّ فاعل هذا القبيح يعلم انّ على هذا الفعل عقوبة لكن يحسب أنّ عقوبته على غير الفاعل فيفعله فيقول: ليس كما زعمت ليس وباله الاّ عليك وهكذا الحال فى التّرغيب { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لما قاله الموصى حين الايصاء او المبدّلون حين التّبديل { عَلِيمٌ } بأغراضهم فيجازى كلاّ بحسب قوله وغرضه وهو تهديد للمبدّلين.