الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } نادى المؤمنين خاصّةً بعد نداء النّاس اجمعين تشريفاً لهم كأنّ نداء النّاس كان تقدمة لندائهم ولذلك غيّر اسلوب الامر بالاكل بنسبة الرّزق الى نفسه وايقاعه عليهم كأنّهم المقصودون بايجاد المأكول وتقديم الطيّبات وافادة كون الامر بالاكل للوجوب او النّدب هاهنا بافادة الاباحة من رزقناكم بخلاف سائر النّاس فانّه لا يستفاد من امرهم الاّ الاباحة وبالتّرغيب الى الشّكر بعد الامر بالأكل كأنّهم لا حاجة لهم الى التّحذير ولا خطوة للشّيطان فيهم، والاتيان بالشّرط التّهييجىّ بعد الامر بالشّكر وتعيين المحرّمات كأنّه لا حاجة لهم الى التّحذير منها انّما الحاجة الى تشخيص ما يحترز منه { وَٱشْكُرُواْ لِلَّهِ } المراد بالشّكر هاهنا صرف النّعمة فى وجهها لاستفادة ملاحظة المنعم والانعام فى النّعمة من { رَزَقْنَاكُمْ } ولذا التفت من التكلّم الى الغيبة كأنّه قال بعد ملاحظة انعامنا فى النّعمة ينبغى التّوجّه الى ما خلقت له بالانصراف من الحضور والتّوجّه الى ما خلقت لاجله { إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } شرط تهييجىّ وتنبيه على أنّ المؤمن ينبغى ان يكون كون عبادته مقصورة على معبوده لا ينظر فى عبادته الى غيره من الرّضا والقرب والنّعيم والخلاص من الجحيم والاغراض المباحة الفانية والاغراض الفاسدة المحرّمة من الرياء والسمعة والمناصب والجاه والتحبّب الى النّاس وغير ذلك مسلّماً مفروغاً عنه.