الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } الى الدّنيا لو للتمنّى ولذا نصب الفعل بعد الفاء فى جوابه { فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ } هناك { كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا } هاهنا { كَذَلِكَ } اى مثل اراءة اتّباعهم للرّؤساء المضلّين حسرةً عليهم { يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } جميعاً { حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ } يعنى كما انّ أصل اتّباعهم لرؤسائهم كان سبباً لبعدهم عن الله وقربهم الى دار العذاب فتحسّروا عليه جميع أعمالهم الّتى عملوها كانت سبباً لبعدهم وحسرة وندامة عليهم، ونسب الى الصّادق (ع) أنّه قال فى قوله عزّ وجلّ:يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ } [البقرة: 167]، هو الرّجل يدع ما له لا ينفقه فى طاعة الله بخلاً ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله او معصية الله فان عمل به فى طاعة الله رآه فى ميزان غيره فرآه حسرةً وقد كان المال له، وان كان عمل به فى معصية الله قوّاه بذلك المال حتّى عمل به فى معصية الله عزّ وجلّ، وهذا اشعار بوجه من وجوه التّأويل فانّ الممسك بخلاً ليس الاّ من اتّباع الجهل وان كان بحسب الظّاهر مؤمناً { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ } حال عن فاعل قال او فاعل اتّبعوا او مفعول يريهم وفيه ردٌّ لتمنّاهم وتشديد عليهم بذكر تأبيد عذابهم.