الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ } اخبار من الله بما سيقع منهم والمراد بالسّفهاء من خفّت احلامهم واعتادوا ما رأوا من آبائهم ولم ينظروا بعقولهم ولم ينقادوا الّذى نظر من المنافقين والمشركين واهل الكتاب { مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } يعنى بيت المقدّس { قُل } بعد ما قالوا ذلك { لِلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو من الله ما اقتضته حكمته ومن الخلق التّسليم لأمره روى أنّه جاء قوم من اليهود بعد انصرافه (ص) الى الكعبة فقالوا: يا محمّد (ص) هذه القبلة بيت المقدّس قد صليّت اليها اربع عشرة سنة ثمّ تركتها الان افحقّاً كان ما كنت عليه فقد تركته الى باطل فانّ ما يخالف الحقّ فهو باطل، او كان باطلاً فقد كنت عليه طول هذه المدّة فما يؤمننا ان تكون الان على باطلٍ؟ - فقال رسول الله (ص) بل ذلك كان حقّاً وهذا حقّ يقول الله تعالى: { قُلْ للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } " اذا عرف صلاحكم يا ايّها العباد فى استقبال المشرق أمركم به، واذا عرف صلاحكم فى استقبال المغرب أمركم به " ؛ الى آخر الحديث.