الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }

{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ } الكعبة فانّ الّلام للعهد الخارجىّ او القلب فانّه المعهود بين المتخاطبين المنظور اليه لهما والمتراجع اليه ومحلّ الجزاء له (ص) وللخلق حقيقة، والكعبة لمّا كانت صورته جعلت بالمواضعة متراجعاً اليها ومحّلا لجزاء الرّاجع اليها { مَثَابَةً } محلّ ثواب وجزاء ومحلّ رجوع { لِّلنَّاسِ وَأَمْناً } لا يصطاد صيدها ولا يعنف الجانى المستجير بها، والبلد الطيّب، والحرم بحسب التّأويل صورة النّفس المطمئنّة والصّدر المنشرح، ويسرى حكم البيت الى المسجد والحرم بمجاورتهما له، وهكذا حال النّفس والصّدر وسيأتى تحقيق البيت ومظهريّته للقلب والمناسبة بين مناسك الكعبة ومناسك القلب { وَٱتَّخِذُواْ } عطف على جعلنا بتقدير قلنا او عطف على عامل اذا ومعترضة معطوفة على مقدّرٍ كأنّه قيل بعد ما قال جعلنا البيت مثابة وأمناً فما نصنع؟ - قال: ارجوا اليه واتّخذوا { مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ } هو الحجر الّذى عليه أثر قدم ابراهيم (ع) { مُصَلًّى } محّلاً للدّعاء او للصّلاة الّتى هى فريضة الحجّ، او للصّلاة النّافلة؛ روى عن الباقر (ع) أنّه قال (ع): ما فرية اهل الشّام على الله تعالى يزعمون انّ الله تبارك وتعالى حيث صعد الى السّماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدّس ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على صخرةٍ فأمرنا الله ان نتّخذه مصلّى، وروى أنّه نزلت ثلاثة احجار من الجنّة، مقام ابراهيم (ع)، وحجر بنى اسرائيل، والحجر الاسود { وَعَهِدْنَآ } اوصينا { إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } عليه السّلام { وَإِسْمَاعِيلَ } عليه السّلام { أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } ولعلّك تفطّنت بتعميم البيت والتّطهير والطّائف والعاكف والرّاكع والسّاجد وروى عن الصّادق (ع) انّ المعنى نحّيا عنه المشركين وروى أنّه سئل يغتسلن النّساء اذا أتين البيت؟ - قال: نعم انّ الله يقول: طهّرا بيتى؛ الآية، فينبغى للعبد ان لا يدخل الاّ وهو طاهر قد غسل عنه العرق والأذى وتطهّر.