الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } * { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ } تنحّت { مِنْ أَهْلِهَا } واستعمال الانتباذ للاشارة الى انّها ذهبت الى تلك النّاحية بحيث كأنّها نبذها نابذ فانتبذت من اهلها { مَكَاناً شَرْقِياً } قيل ذهبت وانغزلت من اهلها فى دار زكريّا الى مشرق الدّار للخلوة للعبادة او للاغتسال، او الى مشرق البلد خارج البلد للاغتسال، او الى مكانٍ يشرق عليه الشّمس لانّها خرجت فى يوم شديد البرد فجلست للاستدفاء بالشّمس، او الى الفرات الى النّخلة اليابسة للغسل قبل الحمل، او للطّلق بعد الحمل ويكون قوله { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً } من قبيل عطف التّفصيل على الاجمال ولا يكون الفاء للتّرتيب المعنوىّ، واتّخاذ الحجاب كان فى المحراب او فى المغسل او فى محلّ شروق الشّمس { فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا } يعنى جبرئيل (ع) او الرّوح الّذى هو فوق جبرئيل، والتّشريف بالاضافة يقتضى ان يكون هذا هو المراد، على انّ التّوجّه الى البشر وتربية آدم انّما هو من الرّوح الّذى هو ربّ النّوع الانسانىّ وهو اعظم من الملائكة كلّهم { فَتَمَثَّلَ } اى تصوّر بصورة { لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } قيل تمثّل فى صورة شابٍّ سوىّ الخلقة.