الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً }

{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ } من الرّبع المسكون او من العالم { وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً } قد ورد فى تنزيله انّهم لم يعلموا صنعة البيوت ولا صنعة الثّياب، وعن علىٍّ (ع) انّه ورد على قومٍ قد احرقتهم الشّمس وغيّرت اجسادهم والوانهم حتّى صيّرتهم كالظّلمة، لكنّ الآية تشعر بالتّأويل لانّه قال حتّى اذا بلغ مطلع الشّمس ولم يقل حتّى اذا بلغ المشرق فانّ المشرق وان كان بمعنى المطلع لغةً لكنّه فى العرف اختصّ باوّل بلاد يشرق الشّمس عليها اوّلاً من الرّبع المسكون، او ببلاد واقعة فى طرف المشرق من الرّبع المسكون بخلاف مطلع الشّمس فانّه على معناه اللّغوىّ وبمعناه اللّغوى كلّ اجزاء الارض مطلع ومغرب باعتبارين، وكذا قوله: وجدها تطلع على قومٍ دون ان يقول وجد فيه قوماً او عنده قوماً، فانّ فيه اشعاراً بانّ البالغ مطلع الشّمس يكون نظره الى الشّمس وطلوعها بخلاف البالغ مغرب الشّمس فانّه وان كان ناظراً الى الشّمس وغروبها لكنّه لتراكم الكثرات واختفاء ضوء الشّمس يقع نظره على الكثرات استقلالاً، ولعلّه أراد بالقوم المجذوبين الفانين فى الله الّذين لم يبق عليهم من التّعيّنات الكونيّة الّتى هى بمنزلة اللّباس والسّاتر من اشعّة الشّمس الحقيقيّة شيٌ، وللاشارة الى كون بقائهم وتعيّنهم ووجودهم ببقاء الله وتعيّنه ووجوده قال: لم نجعل لهم من دونها ستراً كما ورد فى القدسىّ، " انّ اوليائى تحت قبابى لا يعرفهم غيرى ".