الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً }

{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قَالَْ } موسى (ع) بعد التّنبيه بانّ غيرته لم تكن فى محلّها وانّ فعله هذا لا عذر له وانّه لا طاقة له على تحمّل ما يرى من الخضر (ع) { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } اعترف بالتّقصير واستحيى عن سؤال المصاحبة بعد ما وقع منه، نقل عن النّبىّ (ص): " رحم الله اخى موسى (ع) استحيى فقال ذلك، لو لبث مع صاحبه لا بصر أعجب العجائب " ، وروى (ص) ايضاً " وددنا أنّ موسى (ع) كان صبر حتّى يقصّ علينا من خبرهما " ، وفيه تعليم وتنبيه على انّ السّالك بعد تخريب سفينة البدن ينبغى ان يقتل الغلام المتولّد من آدم الرّوح وحوّاء النّفس الّذى يتولّد فى اوّل تعلّق الرّوح الانسانيّة بالنّفس الحيوانيّة وهو الّذى شأنه التّدبير واستعمال الحيل فى الوصول الى المآرب الحيوانيّة والاهوية الكاسدة النّفسانيّة ويعبّر عنه تارةً بالشّيطنة، وتارةً بالخيال، وتارةً بالوهم لاستعمال الشّيطان له واستعماله الخيال والوهم فى استنباط الحيل واستعمالها، ولو لم يقتل هذا الغلام لافسد فى الارض واهلك الحرث والنّسل وافسد ابويه، ولو قتل ابدلهما الله ربّهما غلام القلب الّذى اذا بلغ اشدّه آتاه الله العلم والحكم واصلح فى الارض وكان أقرب رحماً لابويه.