الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوۤاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنْذِرُواْ هُزُواً }

{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } فانّ الرّسول لا محالة يكون جمعاً بين جهتى التّبشير والانذار ليصرف الخلق بالانذار عن دواعى النّفس ويقرّبهم بالتّبشير الى موائد الآخرة المسبّبة عن اقتضاء العقل، ولمّا كان التّبشير من جهة ولايته والانذار من جهة رسالته وكان الرّسول فى الاغلب مخاطباً من جهة رسالته لظهورها فيه قال: انّما انت منذرٌ بطريق الحصر يعنى من جهة رسالتك { وَيُجَادِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَاطِلِ } بالقول الباطل كقولهم ما انتم الاّ بشرٌ، مثلنا باعتقاد انّ البشريّة تنافى الرّسالة او بالسّبب الباطل وهو النّفس والشّيطان { لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } ليزيلوا بالجدل او بالمبدء الباطل الحقّ عن الثّبات والاستقرار { وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً } واعظم الآيات الانبياء والاولياء (ع).