الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }

{ وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } وضع الظّاهر موضع المضمر اشعاراً بعلّة الحكم وتهديد الغير المشركين من المجرمين واشارة الى ذمٍّ آخر وتطويلاً فى مقام الّذمّ { فَظَنُّوۤاْ } ايقنوا كما سبق انّ يقين ارباب النّفس ظنّ لا يقين { أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } يتذكّر ويعتبر ويدرك به الحقّ والانسان لغلبة النّسيان والغفلة عليه لا يتذكّر ويخفى عليه الحقّ { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ } يتأتّى منه الجدل { جَدَلاً } وخصومةً فانّ الانسانيّة المقتضية لادراك الكلّيّات وتدبير الامور تقتضى الفحص عن الامور وردّ المردود وقبول المقبول، وبما ذكرنا ظهر وجه الاتيان بالنّاس اوّلاً وبالانسان ثانياً.