الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }

{ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } فتزول بزوالها { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } لا الزّائلات الفاسدات وهى ما تهتمّ به النّفوس من المال والبنين وما يتبعهما وما يلزمهما { خَيْرٌ } من المال والبنين وان كانا خيراً فى انظاركم او خيراً فى الواقع { عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } فينبغى ان يطلبها الانسان ويجعلها مأمولةً دون المال والبنين، والمراد بالباقيات الصّالحات كلّما يفعله الانسان بحكم العقل لا بحكم النّفس، وبعبارة اخرى كلّ فعلٍ يبقى اثره فى الكلمة الباقية من الانسان وهى صفحة النّفس الباقية وبعبارةٍ اخرى كلّما يفعله من وجهته الولويّة التّكوينيّته وهى وجه الله الباقى الظّاهر بالولاية التّكليفيّة الحاصلة بالمبايعة الباطنة الايمانيّة، ولمّا لم يكن لها اختصاص بفعل خاصّ وعمل مخصوص اختلف الاخبار فى تفسيرها، فقد فسّرت فى الاخبار بصلاة اللّيل، وبمطلق الصّلاة، وبالصّلوات الخمس المفروضة، وبالتّسبيحة الكبرى، وبالاولاد الصّالحين، وبالاشجار المثمرة الّتى يغرسها الانسان، وباصل كلّ الصّالحات وهى الولاية، وبالمحبّة اللاّزمة للولاية او المستتبعة لها.