الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً }

{ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } اى سيقول الحاضرون فى زمانك من اهل الكتاب ومن قريشٍ ومن امّتك { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } كأنّهم سلّموا انّ عددهم كان فرداً ولذلك ردّدوا بين الثّلاثة والخمسة والسّبعة { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } رمياً من افواههم بالخبر الغائب عنهم، وتعقيب القولين بذلك دليل تزييفهما { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ادخال الواو ههنا دون سابقيه لاعتيادهم ذلك عند تعداد مراتب العدد فانّهم يقولون خمسة ستّة سبعة وثمانية وذلك لانّ السّبعة عدد كامل عندهم كما هو كذلك عند اهل الشّرع فقبل البلوغ الى السّبعة كان المراتب الآتية من متمّمات السّابقة وتخلّل الواو كأنّه تخلّل بين اجزاء شيءٍ واحد ولذلك يسمّى هذه الواو عندهم واو الثّمانية، فما قيل: انّ دخول الواو ههنا لتأكيد اللّصوق، ليس فى محلّه لانّه للاشعار بالتّفارق لا بالتّقارب { قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ } وفى الاخبار ما يشعر بكونهم سبعة وثامنهم كلبهم { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } فلا تجادل فى خبرهم وعددهم قريشاً واهل الكتاب { إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً } لا واقعاً فانّهم لا علم لهم ولا يقولون الاّ عن جهل والقائل عن جهل لا خطاب معه، وهذا يدلّ على انّ الجدال كما يحرم عمّن لا علم له يحرم مع من لا علم له { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } واقتصر على ما اوحينا اليك لانّهم لا يقولون ما يقولون من علمٍ وبصيرة، وهذا يدلّ على انّ الاستفتاء عمّن لا علم له حرام سواء قال عن تقليد او عن ظنٍّ وتخمينٍ.