الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }

{ وَنُنَزِّلُ } عطف على جاء الحقّ فيكون من جملة مقوله (ص) يعنى قل بعد مجيء الحقّ وزهوق الباطل ننزّل بصيغة الجماعة تعظيماً لشأنك فانّك بعد مجيء الحقّ تصير متّحداً مع الولاية المطلقة الّتى هى المشيّة الّتى هى كلّ الموجودات بوجهٍ او تشريكاً لنفسك مع الحقّ النّازل ان كنت ترى نفسك فى البين، او قل بلسانٍ صار لسان الله ننزّل، او هو كلام من الله وعطف باعتبار المعنى كأنّه قال: ننزّل الحقّ ونظهر زهوق الباطل وننزّل بعد ذلك { مِنَ ٱلْقُرْآنِ } من للتّبعيض والظّرف حال ممّا بعده او من ابتدائيّة والظّرف صلة لننزّل والمراد بالقرآن صورة الكتاب التّدوينىّ او مقام الجمع الّذى هو المقام المحمود { مَا هُوَ شِفَآءٌ } للابدان والارواح من كلّ آفة وداء فانّ المنزل من مقام الجمع اذا كان المنزل عليه الّذى هو الواسطة بين مقام الجمع والخلق مطهّراً من النّقص والآفة كان شفاء من كلّ داء لمن استشفى به واتّصل بالمنزّل عليه { وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } لانّهم كالعذرة لا يزيدها كثرة اشراق الشّمس الاّ العفونة. روى فى طبّ الائمّة عن الصّادق (ع): ما اشتكى احد من المؤمنين شكايةً قطّ وقال باخلاص نيّةٍ ومسح موضع العلّة: { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } الاّ عوفى من تلك ايّة علّة كانت؛ ومصداق ذلك فى الآية حيث يقول: شفاء ورحمة للمؤمنين. وعنه (ع) لا بأس بالرّقية والعوذة والنّشرة اذا كانت من القرآن.