الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }

{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يدعون بمعنى يعبدون او على حقيقته، واولئك مبتدء والموصول خبره واولئك اشارة الى الآلهة او الى المشركين او اولئك العاجزون الّذين يدعوهم المشركون، او اولئك المشركون الذّين يدعون هؤلاء العاجزون، او اولئك العاجزون الّذين يدعون الله مثلكم فما لكم تدعونهم وعلى اىّ من التّقادير فقوله { يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ } مستأنف والفاعل للآلهة او للمشركين او حال عن الفاعل او عن المفعول او عن كليهما والفاعل على حسبه وقوله { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } امّا بدل من اولئك او فاعل يدعون او فاعل يبتغون او عن الوسيلة واىّ موصولة وضمّه على الاخير لحذف صدر الصّلة او جملة حاليّة او مستأنفة واىّ استفهاميّة او موصولة والخبر على تقدير كونها موصولةً يكون محذوفاً او اولئك مبتدء والّذين صفته او بدله ويبتغون خبر له او حال او متعرضة والخبر على التّقديرين ايّهم اقرب بكون اىّ استفهاميّة وتقدير القول واحتملات الفاعل واحتملات ايّهم اقرب اذا لم يكن خبراً كالسّابق، والمراد بالرّبّ امّا الرّبّ المطلق فانّ الملائكة والمسيح وعزير والكواكب كلّهم يبتغون الى الله الوسيلة او الرّبّ المضاف وهو ربّهم فى الولاية فانّ مخالفى علىٍّ (ع) ايضاً كانوا يبتغون اليه (ع) الوسيلة { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } فهم وسائر العباد سواء فى الاحتياج الى الوسيلة وفى الرّجاء والخوف فكيف يكونون وسائل لغيرهم { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } فى موضع التّعليل.