الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } * { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } * { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً }

{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } امّا جواب لسؤالٍ مقدّرٍ ناشٍ عن اجمال الجواب كأنّه قيل: اىّ يوم هو؟ - فقال: هو يوم يدعوكم على السنة الملائكة الموكّلة على النّشر وجمع الخلائق للحساب، او يكون يوم يدعوكم، وامّا خبر بعد خبر ليكون { فَتَسْتَجِيبُونَ } من غير تأبّ وتعصٍّ كما كنتم غير مجيبي لدعوته على السنة رسله (ع) فى الدّنيا { بِحَمْدِهِ } لساناً كما تستجيبون بحمده حالاً وفعلاً ووجوداً فانّ الاوصاف الحميدة والاخلاق الجميلة كلّها حمده تعالى كما انّ قوى النّفس وجنودها كلّها حمده وجوداً والانسان يبعث بجميع اوصافه واخلاقه وقواه وجنوده قائلاً: سبحانك اللّهمّ وبحمدك كما ورد فى الاخبار { وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ } فى القبور او فى الدّنيا او كليهما { إِلاَّ قَلِيلاً وَقُل لِّعِبَادِي } الاشراف المستفاد من الاضافة { يَقُولُواْ } قد سبق انّ تعليق الجواب على محض الامر بالقول من دون ذكر مفعول القول اشارة الى تشريفٍ له (ص) كأنّه قال: انّ توجّهك مؤثّر فيهم بحيث انّك لو توجّهت اليهم بالخطاب يتبدّل حالهم الى احسن الاحوال بحيث لا يصدر منهم الاّ ان يقولوا { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ولا ينظروا الى الخلق نظر السّخط والازدراء { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } يهيّج الشّرّ وتوجّهك يبعد الشّيطان عنهم، وقولهم الحسن يقرّب الخلق الى الالفة والبعد من طاعة الشّيطان { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } بيان للّتى هى احسن وبينهما معترضة او استيناف وصرف للخطاب الى عباده وعداً ووعيداً { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } صرف للخطاب اليه (ص) تسكيناً لحرصه على ايمانهم وتسليةً لحزنه على تولّيهم ان كان خطاب ربّكم اعلم بكم وما بعده من الله.