الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ } باسبابه المقرّرة فى الشّرع من الارتداد بعد الايمان وتكرار بعض المعاصى الّتى لها حدّ بعد مراتب الحّد وقتل النّفس والزّنا بعد الاحصان واللّواط، ولمّا كان الحقّ هو الولاية كما مرّ مراراً، والولاية ظهور الحقّ الاوّل تعالى شأنه فالمعنى على هذا ولا تقتلوا النّفس الاّ بفاعليّة الحقّ لا بفاعليّة انفسكم كما قال المولوىّ قدّس سرّه:
آنكه ازحق يا بد اووحى وخطاب   هرجه فرمايد بود عين صواب
آنكه جان بخشد اكر بكشد رواست   نايب است ودست اودست خداست
فما لم يخرج الانسان من حكم نفسه ولم يدخل فى حكم الله او حكم من دخل فى حكم الله لا يجو له قتل النّفس او الحكم بالقتل كائناً من كان القاتل وكائناً من كان المقتول كما قال المولوىّ قدّس سرّه من لسان علىّ (ع):
من جوتيغم وان زننده آفتاب   ما رميت اذ رميت در حراب
رخت خودرا من زره برداشتم   غير حق را من عدم انكاشتم
زاجتهاد واز تحرّى رسته ام   آستين برد امن حق بسته ام
{ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً } غير متستحقٍ للقتل { فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ } لمن يلى امره ممّن هو اولى بميراثه وهم جميع الورثة { سُلْطَاناً } تسلّطاً على القاتل بالقصاص او الرّجوع الى الدّية واذا جعلنا لولىّ المقتول سلطاناً على القاتل { فَلاَ يُسْرِف } مريد قتل النّفس { فِّي ٱلْقَتْلِ } بان يقتل من غير استحقاقٍ فانّه اسراف لانّه حرّك اعضائه وقتل من غير امرٍ من الله، وقرئ فلا تسرفوا خطاباً لمريدى القتل، او المعنى فلا يسرف الولىّ فى القتل بان يقتل اكثر من واحدٍ بواحدٍ او يمثل المقتصّ منه، او الآية كما ورد نزلت فى قتل الحسين (ع) والمعنى فلا يكن اسراف فى القتل ولو قتل جميع اهل الارض بالحسين (ع) كما فسّرت فى الاخبار به { إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } انّ المقتول او الولىّ كان منصوراً بتسليط الله وليّه ونصرة الحكّام وليّه والمعنى على التّفسيرين الاوّل والثّالث ظاهر، وعلى الثّانى يكون تعليلاً للنّهى اى نهينا عن الاسراف لانّ ولىّ المقتول كان منصوراً وقادراً على الاسراف.