الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً }

{ وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا } اللاّئق بها لا السّعى الّذى زعموه بآرائهم انّه سعيها، وجعل القرينتين مختلفتين فى الشّرط والجزاء للاشعار بانّ استحقاق العذاب انّما هو بصيرورة ارادة العاجلة سجيّة لا بارادة ما واحدة جزئيّة واستحقاق الثّواب انّما هو بارادةٍ واحدةٍ جزئيّةٍ وسعىٍ واحدٍ بشرط الايمان والى هذا المعنى اشار تعالى بقوله:لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } [البقرة:286]، وللاشعار بانّ استتباع صور الاعمال الحسنة لتعجيل خيرات الدّنيا عرضىّ محتاج الى الجعل بخلاف استتباعها لغاياتها { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } قيّده بالايمان وهو الولاية الّتى تحصل بالبيعة الخاصّة الولويّة لانّ العمل بدون الولاية لا اثر له ولا فائدة فيه كما ورد: لو انّ عبداً بعد الله تحت الميزاب سبعين خريفاً قائماً ليله صائماً نهاره ولم يكن له ولاية ولىّ امّره لأكبّه الله على منخريه فى النّار { فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } مجزيّاً عليه.