الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً }

{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } اى منعميها قئ امرنا مفتوح العين من الثّلاثىّ المجرّد وآمرنا ممدود الهمزة من باب الافعال وقرئ امرنا بكسر العين من الثّلاثى، وامرّنا مشدّد العين، والكلّ بمعنى كثّرنا، ويجوز ان يكون امرنا بفتح العين وآمرنا من باب الافعال من الامر ضدّ النهى؛ ويكون المعنى امرناهم تكويناً بالفسق { فَفَسَقُواْ فِيهَا } او يكون المعنى امرناهم تكليفاً بالعبادات ففسقوا، ويجوز ان يكون امرّنا بتشديد وآمرنا من باب الافعال من امر بتثليث العين بمعنى صار اميراً ويكون المعنى جعلنا مترفيها وُلاةً عليها ففسقوا، وتخصيص المترفين على المعانى الاول لانّ غيرهم ينظرون اليهم فيتّبعونهم ولانّهم اقدروا اسرع من غيرهم الى الفجور، ولانّهم افرغ قلباً واجرأ فيكون حيلتهم فى ارتكاب الفجور اكثر وانفذ { فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ } بنزول العذاب والاهلاك بعد فسوقهم { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ } قيّده ببعد نوح لانّ القرون الّتى كانت قبله لم يكن فيهم ما كان فيمن كان بعده، او لانّ ما كان فيهم لم يصل الينا كما وصل ما كان فيمن كان بعده يعنى اهلكنا كثيراً من بعد نوحٍ فلا نبالى باهلاك الفاسقين منكم { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً } فلا تجترئوا على الّذنوب لعلهم الله بها ومؤاخذته عليها.