الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }

{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ } عطف على انّ الله يأمر بالعدل فانّه فى معنى اعدلوا، وعهد الله هو العهد المأخوذ فى البيعة العامّة النّبويّة الاسلامية او البيعة الخاصّة الولويّة الايمانيّة { إِذَا عَاهَدتُّمْ } التّقييد به نصّ على انّ هذا العهد امر واقع فى دار التّكليف وليس المراد ما وقع سابقاً فى الّذرّ كما يفسّر به العهود المطلقة فى القرآن وتنبيه على انّ الوفاء بالعهد لا يتصوّر ما لم يقع صورته فى دار التّكليف، والمراد بالوفاء بالعهد الوفاء بشروطه الّتى تؤخذ على المعاهد حين البيعة، والمراد بقوله اوفوا بعهدى اوف بعهدكم هو هذا العهد وشروطه، وتسمية ذلك عهد الله لانّه عهد مع من اذن الله له فى اخذ العهد عن عباده واليه اشار بقوله انّ الّذين يبايعونك انّما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم بطريق الحصر اشعاراً بانّ الواسطة لا حكم له وانّما الحكم لذى الواسطة فقط { وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ } المراد بالايمان هى العهود المأخوذة بالبيعة، وتسميتها ايماناً لحصولها بالايمان كسائر المبايعات { بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } يعنى لا تنقضوا البيعة النّبويّة بعد توكيدها بالبيعة الولويّة فانّ البيعة الاسلاميّة اذا لم تؤكّد بالبيعة الايمانيّة كان فى نقضها توبة وتقبل توبة ناقضها لأنّه كاشف فى الاغلب عن الارتداد الملّىّ، وامّا البيعة الايمانيّة فلا تقبل توبة ناقضها لانّه كاشف فى الاغلب عن الارتداد الفطرىّ وهو مبالغة فى نهى من يبايع عليّاً (ع) فى الغدير عن نقض بيعته بعد ما بايع محمّداً (ص) بيعة اسلاميّة ولقد اكّد تلك البيعة نفسها ايضاً بان امر النّبىّ (ص) الخلائق بالبيعة مع علىّ (ع) فى ذلك اليوم ثلاثة مرّاتٍ، وفى خبر ولقد عقد محمّد (ص) عليهم البيعة لعلىّ (ع) فى عشرة مواطن، وقد فسّرت الآية فى الاخبار ببيعة غدير خمٍّ { وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً } تعديته بعلى لتضمين معنى المراقبة اى جعلتم الله رقيباً عليكم بواسطة كفالته لاموركم فليكل الامور اليه رقيباً عليه فليحذر الفسوق بعده كما قال: بئس الاسم الفسوق بعد الايمان { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } جواب سؤالٍ عن العلّة او عن حال الله معهم.