الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } للشّركاء ولنفسه او للكافر والمؤمن { عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً } والمراد بالرّزق الحسن هو العلم والحكمة والعيان والتّصرّف فى الملك والملكوت، وانفاق السّرّ هو ما يصل الى الملك ببركته ومن طريق السّرّ، وانفاق الجهر هو ما يعلمه ويلقّنه غيره بحسب الظّاهر، وحاصل المرام وغاية المقصود من الآيات السّابقة والّلاحقة هو تمثيل حال علىٍّ (ع) فانّ النّعمة الحقيقيّة هو علىّ (ع) وولايته والباطل الحقيقىّ هو اعداؤه واصل من رزقه الله تعالى رزقاً حسناً هو علىّ (ع) وغيره كائناً من كان مرتزق بتوسّطه والمملوك الّذى لا يقدر على شيءٍ هو اعدائه { هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } على نعمة عدم التّسوية وحكمة اعطاء كلّ ذى حقٍّ حقّه وهو تعليم للعباد ان يحمدوا على كلّ النّعم { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } حال المملوك العاجز والقادر المنفق ولذلك يسوّون بينهما او لا يعلمون عدم جواز التّسوية بينهما او لا يرتقون الى مقام العلم عن مقام الجهل ولذلك يسوّون ويختارون العاجز على القادر.