الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }

{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } وحى الهام فطرىّ تكوينىّ بمعنى انّه اودع فى وجوده التّدبير الّذى يعجز عن مثله العقلاء فانّ تدبير بيوتها مسدّسة مثلاً صفّة بحيث لا يكون بينها فرجة، ونظامها فى خروجها ودخولها فى طاعة يعسوبها، وعدم وقوعها على الاشياء المنتنة أمر يتحيّر فيه العقلاء، ولمّا كان الآية شاملة بجميع المراتب من التّنزيل والتّأويل كان الوحى بالنّسبة الى الانبياء (ع) على معناه الّذى هو الالقاء بتوسّط الملك، وبالنّسبة الى الائمّة والاولياء (ع) التّحديث والالهام، وبالنّسبة الى النّحل الصّوريّة ايداع قوّة بها يقع هذا النّحو من التّدبير { أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } من الكروم الّتى يعرشونها ومن السّقوف الّتى يرفعونها.