الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

{ وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } بانبات الحبوب الّتى تحت ترابها والعروق الّتى فيها وكذلك احياؤكم بعد موتكم حالكونكم نطفة وجماداً وبعد موتكم عن الحياة الحيوانيّة واحياؤكم فى النّشور { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً } دالّة على بعثكم وعلى علم الله وقدرته { لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } يستسلمون فانّ السّماع اوّل مراتب الايمان ثمّ بعده الايمان ثمّ العقل ثمّ الفكر، والتّذكّر يأتى فى كلّ من المراتب، والمراد بالسّماع الانقياد كما فى قولهلِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق:37] ولمّا كان دلالة انزال الماء وانبات عروق الارض وحبوبها على علمه وقدرته واحياء الموتى يكفيها الخروج من العناد والدّخول فى مقام الانقياد اكتفى فيها بالسّماع.