الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }

{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ } وسخّر لكم ما خلق لكم { فِي ٱلأَرْضِ } من المواليد من المعادن واصناف النّبات وانواع الحيوان والعناصر وما فى الارض من الجبال والوهاد والتّلال، والمراد بتسخيرها تسخيرها فيما خلق لاجله لا تسخيرها للانسان نحو تسخير الحيوان للانسان ولكن تسخيرها بالمطاوعة للانسان فى وجه الانتفاع بها وان كان وجه الانتفاع ببعضها مخفيّاً، او ما ذرأَ مبتدء ولكم خبره او فى الارض خبره والجملة حال او عطف على جملة هو الّذى انزل، اوعلى جملة سخّر لكم اللّيل { مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } اكتفى ببيان اختلاف اللّون عن ذكر اختلاف النّوع وجهات الانتفاع لانّه الظّاهر على الابصار والاغلب انّ الانواع المختلفة بالّذات مختلفة باللّون { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } لا يكفيه العقل فقط ولا يحتاج الى التّفكّر بل يكفيه تذكّر العقل.