الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ }

{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } مرّ نظائر الآية مراراً وهذا تمهيد للامر بالصّفح يعنى انّ قومك متلبّسون بالحقّ وانت اكمل الانبياء (ع) فلا ينبغى لك ان تنظر الى تكذيبهم وسوء صنيعهم بك وتدعو عليهم او تغضب عليهم فانّ غضبك كدعائك موجب لبعدهم عن الرّحمة وانت نبىّ الرّحمة فكن سبباً لقربهم من الرّحمة لا لبعدهم عن الرّحمة { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ } فمن كان منهم مستحقّاً للعقوبة والسّياسة لا يفلت عنّا فتوكّل علينا وكل امورهم الينا ولا تعاجلهم بالدّعاء كسائر الانبياء (ع) { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } الّذى لاعتاب فيه ولا منّ، والعفو ترك المكافاة، والصّفح اخراج اثر المساءة من القلب، ويستعمل كلّ فى كلٍّ وكلّ فى الاعمّ وكأنّهما كالفقراء والمساكين اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعاً.