الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ }

{ وَٱلْجَآنَّ } قيل: المقصود منه او الجنّ، وقيل: ابليس، وقيل: اريد به الجنس كما هو الظّاهر من لفظ الانسان { خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } قبل خلق الانسان { مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } السّموم الرّيح الحارّة الشّديدة الحرّ المعروفة وكثيراً ما تكون فى البلاد الحارّة وهى ريح شديدة الحرّ منتنة حادثة من الاراضى السّبخة الكبريتيّة المتسخّنة بالشّمس ولها سمّيّة ولذلك تسمّى سموماً، شبّه الكيفيّة الحادثة من اختلاط القوى الطّبيعيّة العنصريّة السّبخة مع القوى الرّوحانيّة وتسخّنها بحرارة الشمّس الحقيقيّة بالنّار الّتى تظهر فى الهواء من اختلاط سطوح الاراضى السّبخة مع ضوء الشّمس، وتولّد الجنّ منها بالدّخان الحاصل من النّار فانّه بعد انتهاء الوجود الى عالم الملك يحدث منه ظلّ ظلمانىّ ودخان الى اسفل السّافلين ويحصل الملكوت السّفلى ودار الجنّة والشّياطين وذلك قبل خلقة مواليد عالم الطّبع او قبل خلقة الانسان وقد مضى فى اوّل البقرة عند قوله:وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } [البقرة:34]؛ الآية، تحقيق تامّ لكيفيّة خلق الجنّة والشّياطين هذا فى العالم الكبير، وامّا فى العالم الصّغير فالجانّ ابو الجانّ هو الواهمة المتولّدة من حرارة الاخلاط الحاصلة من تسخّنها بشمس الرّوح وخلقتها قبل خلقة الانسان كما هو المشهود.