الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } * { قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى قَالُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } خطاب من الله لامّة محمّد (ص) او مقول قول موسى (ع) وعلى اىّ تقدير فهو تذكير بالايّام الماضية ليعتبروا ولا يفعلوا مثل ما فعلوا { قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } من الرّسل واممهم { لاَ يَعْلَمُهُمْ } عدّة وعدّة ومدّة وحيّزاً وقصّةً { إِلاَّ ٱللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } باحكام النّبوّة الشّاهدة على صدق الاتى بها بمضمون اعرفوا الرّسول بالرّسالة { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَاهِهِمْ } كناية عن شدّة الغيظ حيث انّ المغتاظ يعض لغاية الغيظ على يده طبعاً كقلوه عضّوا عليكم الانامل من الغيظ، او كناية عن غاية التّعجّب والاستهزاء لانّ المتعجّب يضع يده على فمه طبعاً، او كناية عن الاشارة الى الانبياء (ع) بالاسكات فانّ من اراد ان يشير الى غيره بالاسكات يضع يده على فم نفسه اشارة الى اسكات المتكلّم، وقيل: ردّوها فى افواه الانبياء لمنعهم من الكلام وحنيئذٍ يحتمل ان يكون على حقيقته وان يكون تمثيلاً للمنع عن الكلام { وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى } ذكروا صفة الفاطريّة والخالقيّة الّتى لا يبقى معها شكّ فيه ثمّ ذكروا انّ دعوته لمغفرتكم فى الآخرة ولطول اعماركم فى الدّنيا حتّى يرغبوا فى قبول دعوته { قَالُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } فلا امتياز لكم عنّا بانفسكم حتّى تستحقّوا بذلك اتّباعنا لكم وما نرى ممّا تدعوننا اليه شيئاً الاّ الانصراف عن آلهتنا فانتم { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } حجّة موضحة لصدقكم او واضحة الحجيّة حتّى نتّبعكم بذلك.