الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ }

{ سَرَابِيلُهُم } قمصانهم { مِّن قَطِرَانٍ } القطران بفتح القاف وكسر الطّاء وهو قراءته بالفتح والسّكون وبالكسر والسّكون شيءٌ اسود منتن يحلب من الابهل وهو شجر كبير ورقه كالطّرفاء يطلى به الابل الجربى يحرق الجرب بحدّته ويشتعل النّار فيه سريعاً، والمقصود انّهم يطلون بالقطران فيجعل لهم كالقمصان حتّى يتأذّوا بريحه ولونه وحدّته ويسرع اليهم اشتعال النّار، وقرئ من قطرٍ آنٍ كلمتين منوّنتين والقطر هو الصّفر المذاب والانى البالغ فى الحرّ وكأنّه بهذه القراءة فسّر فى الاخبار بالصّفر المذاب { وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } كناية عن غاية عجزهم وشدّة ابتلائهم فانّ الانسان مهما كان له قدرة وحراك يدفع الموذى عن وجهه وان كان بجعل بعض اعضائه جنّة له.