الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ } كأنّهم توهّموا انّ الرّسول من الله لا بدّ وان يكون لسانه لساناً عربيّاً لا يعرفه احد من اصحاب اللّغات ولعلّهم اجروا على السنتهم ذلك فقال: وما ارسلنا رسولاً الاّ بلسان قومه { لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } فانّ المقصود من الارسال التّبليغ ولا يمكن الاّ بالبيان الّذى يتفطّن به المرسل اليهم، وما يقال: انّ الآية تدلّ على انّه (ص) رسول الى العرب خاصّةً لا يتجاوز رسالته غيرهم فى غاية البعد للفرق بين ان يقال: ما ارسلنا رسولاً الاّ بلسان قومه وبين ان يقال: ما ارسلنا رسولاً الا الى اهل لغته { فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } بالخذلان والتّوفيق { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } لا يمنع ممّا يشاء { ٱلْحَكِيمُ } لا يخذل ولا يوفق الاّ عن حكمة مقتضية له.