الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } * { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }

{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } لمّا كان المثل عبارة عن امر تركيبىٍّ جعل خبره جملة من غير عائدٍ لكونها عين المبتدأ { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } لا كجنان الدّنيا من حيث انّها منقطعة الاكل والظّلّ فى الخريف والشّتاء { تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } كتاب النّبوّة واحكامها بالتّوبة على يدك وقبول الاحكام منك { يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } من صورة الكتاب وهو القرآن خصوصاً ما انزل فيه من ولاية علىّ { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ } اى الفرق المتفرّقة الّذين آمنوا بك او لم يؤمنوا { مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } بعض ما انزل اليك وهو ما لا يوافق أهوائهم وأغراضهم خصوصاً ولاية علىّ (ع) { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } اطيعه { وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ } فى الطّاعة شيئاً فكيف يصحّ لى ان اطيع أهواءكم فيما انزل الىّ فأترك بعضه الّذى لا يوافق اهواؤكم { إِلَيْهِ أَدْعُو } لا الى غيره فلا انظر الى اهوائكم موافقة كانت او مخالفة { وَإِلَيْهِ مَآبِ } فلا انظر الاّ اليه لا الى اهوائكم.