{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ } مراقباً لها حافظاً عليها اعمالها { بِمَا كَسَبَتْ } كمن ليس كذلك { وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ } هل كان لهم اسم فى المسميّات او اخترعتموهم من عند انفسكم واختلقتم لهم اسماء، او المعنى صفوهم حتّى يعلم هل كان لهم ما يستحقّون به العبادة { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ } يعنى بل اتخبرونه بشركاء لا يعلمهم فى الارض؟! وهو العالم بكلّ شيءٍ، او اتخبرونه باستحقاق شراكة الشّركاء الّذى لا يعلمه فى الارض؟ وهو غاية تسفيهٍ لهم { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } يعنى اتخبرونه بأمر خفىٍّ لا يعلمه او بأمرٍ جلىٍّ يعلمه كلّ احد؟ والتّقييد بالقول لانّ الاخبار والانباء يتعلّق بالقضايا والنّسب وهى اقوال نفسانيّة، وقيل: المعنى ام تسمّونهم شركاء بظاهرٍ من القول من دون اعتبار حقيقة له كما تسمّون الزّنجىّ كافوراً لكن ليس لما جعلتموه شركاء شيءٌ من المذكورات { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ } مكر رؤسائهم الّذين وضعوا لهم عبادة الشّركاء واظهروا لهم بتمويهاتهم انّ الشّركاء يقدرون على ضرٍّ او نفعٍ كما كانوا يخوّفون الانبياء (ع) بالشّركاء والاصنام { وَصُدُّواْ } بتمويه الرّؤساء { عَنِ ٱلسَّبِيلِ } سبيل الحقّ وهو سبيل القلب الّتى بها ظهور الولاية التّكوينيّة وحصول الولاية التّكليفيّة { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } لانّ كلّ هادٍ لا يكون هدايته الاّ هداية الله فلا تعارض اضلال الله.