الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ } مراقباً لها حافظاً عليها اعمالها { بِمَا كَسَبَتْ } كمن ليس كذلك { وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ } هل كان لهم اسم فى المسميّات او اخترعتموهم من عند انفسكم واختلقتم لهم اسماء، او المعنى صفوهم حتّى يعلم هل كان لهم ما يستحقّون به العبادة { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ } يعنى بل اتخبرونه بشركاء لا يعلمهم فى الارض؟! وهو العالم بكلّ شيءٍ، او اتخبرونه باستحقاق شراكة الشّركاء الّذى لا يعلمه فى الارض؟ وهو غاية تسفيهٍ لهم { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } يعنى اتخبرونه بأمر خفىٍّ لا يعلمه او بأمرٍ جلىٍّ يعلمه كلّ احد؟ والتّقييد بالقول لانّ الاخبار والانباء يتعلّق بالقضايا والنّسب وهى اقوال نفسانيّة، وقيل: المعنى ام تسمّونهم شركاء بظاهرٍ من القول من دون اعتبار حقيقة له كما تسمّون الزّنجىّ كافوراً لكن ليس لما جعلتموه شركاء شيءٌ من المذكورات { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ } مكر رؤسائهم الّذين وضعوا لهم عبادة الشّركاء واظهروا لهم بتمويهاتهم انّ الشّركاء يقدرون على ضرٍّ او نفعٍ كما كانوا يخوّفون الانبياء (ع) بالشّركاء والاصنام { وَصُدُّواْ } بتمويه الرّؤساء { عَنِ ٱلسَّبِيلِ } سبيل الحقّ وهو سبيل القلب الّتى بها ظهور الولاية التّكوينيّة وحصول الولاية التّكليفيّة { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } لانّ كلّ هادٍ لا يكون هدايته الاّ هداية الله فلا تعارض اضلال الله.