الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ }

{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بدل ممّن اناب او استيناف كلام مبتدء، وطوبى لهم خبره، او خبر مبتدء محذوف { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بدل منه، او الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات مبتدء ثانٍ او مبتدء اوّل والمراد بالايمان الايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ }.

اعلم، انّ الانسان بعد ما آمن ودخل ما به حصول للايمان من الذّكر الّذى يلقّنه الولىّ فى قلبه يحصل له اطمئنان فى الجملة بالنّسبة الى حال طلبه واشتداد لوعته فيصدق عليه انّه اطمئنّ بذكر الله الّذى اخذه من ولّى امره، لكن لا يحصل له اطمئنان تامّ الاّ بالوصول الى ملكوت الامام والقرار معه فاذا وصل الى ملكوت الامام واستقرّ معه اطمأنّ من غير شوب اضطراب وهيجان، وملكوت الامام ذكر الله الحقيقىّ فالمعنى الّذين آمنوا واخذوا ذكراً ممّن آمنوا بواسطته وتطمئنّ قلوبهم بصورة ذلك الذّكر او بحقيقته الّتى هى ملكوت الشّيخ، ولذا فسّر الّذين آمنوا بالشّيعة الّذين بايعوا بيعة خاصّة ولويّة وذكر الله بامير المؤمنين (ع) والائمّة (ع) وفسّر ذكر الله بمحمّد (ص) { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } معترضة لتأكيد هذا.