الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا } قالوا ذلك بعد اطّلاعهم على رؤيا يوسف (ع) وتعبير يعقوب (ع) رؤياه له وكانوا يكذّبون يوسف (ع) فى رؤياه ويقولون: انّه افترى ليصرف وجه ابينا الى نفسه، ونقل فى سبب اطّلاع اخوته انّ امّ شمعون بن يعقوب (ع) كانت تسمع حين نقل يوسف (ع) رؤياه وتسمع تعبير يعقوب (ع) لها من حيث لا يريانها فأخبرت ابنها بذلك وقالت: التّعب لكم والشّرف لغيركم، وقيل: انّهم اطّلعوا على انّ يوسف ذكر رؤياء ليعقوب (ع) وامره بالاخفاء فاحلفوه حتّى اخبرهم، وقيل: انّه رأى بعد ذلك رؤيا اخرى فأخبره أباه بمحضر اخوته فحسدوه وقالوا ما قالوا وعزموا على الكيد والغدر، ولفظة اذ بدل من يوسف واخوته بدل الاشتمال بتقدير قصّة اذ قالوا، او مفعول للسّائلين او استيناف كلام بتقدير اذكر فى جواب السّائلين قصّة اذ قالوا، واضافة اخوّة بنيامين الى يوسف (ع) لكونه من امّه دونهم { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } جماعة اقوياء عل دفع الضّرّ وجلب النّفع له دونهما، والعصبة كما قيل من العشرة الى الاربعين { إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ظاهر رتّبوا قياساً بعقولهم منتجاً لضلالهم ابيهم وترتيب القياس هكذا: نحن اقوى منهما وكلّ من كان اقوى كان اولى بالمحبّة فنحن اولى بالمحبّة وابنونا اختار غير الاولى على الاولى وكلّ من اختار غير الاولى على الاولى فهو ضالّ عن طريق العقل وحكمه فأبونا ضالّ، لكن قياسهم الخيالىّ كان سقيماً عقيماً عند العشق وسلطانه، لانّ العشق ارفع من ان يعارضه الخيال او يداخله القياس واعظم شأناً من ان يناط بالاسباب بل هو من صفات الله العليا يعطى منه ما يشاء لمن يشاء، كما سنحقّقه ان شاء الله فى بيان عشق امراة العزيز ليوسف (ع).